بسم الله الرحمن الرحيم
اليكم احبائى الكرام معجزة المعراج (الجزء الاول)
ثم
السماء الأولى
صعد بى الى سماء الدنيا فى أسرع من طرفه عين وبينها وبين الأرض خمسمائة عام وسمكها مثل ذلك فطرق الباب
فقالوا من هذا ، قال جبريل ، قالوا ومن معك قال محمد صلى الله عليه وسلم ، قالوا : أوأرسل اليه . ثم قالوا مرحبا بك
وبمن معك فنعم المجئ مجيئكما ففتحوا الباب ودخلنا فاذا هى ( سماء من دخان يقال لها الرفيعة ) ليس فيها موضع قدم
الا وعليه ملك راكع أو ساجد وفيهان نهران عظيمان فسألت جبريل فقال هذان النيل والفرات أصلهما من الجنة ، ونهر
أخر وعليه قصر من لؤلؤ وزبرجد فوضعت يدى فاذا هو مسك أذفر فقلت ماهذا قال هذا الكوثر الذى خبأه الله لك ، فاذا
بملك عظيم الخلقة راكب فرس من نور وعليه حلة من نور وهو موكل بسبعين ألف ملك مسومين بأنواع الحلى والحلل
بيد كل منهم حربة من نور وهم جند الله تعالى فاذا عصى فى الأرض أحد ينادون ان الله قد غضب على فلان فيغضبون
عليه واذا استغفر ينادون ان الله قد رضى عن فلان فيرضون عنه ، قلت ياأخى ياجبريل من هذا الملك ؟ قال هذا اسماعيل
خازن سماء الدنيا أدن منه وسلم عليه فدنوت وسلمت فرد على السلام وهنأنى بالكرامة من ربى عز وجل وقال أبشر
يامحمدفالخير كله فيك وفى أمتك الى يوم القيامة فقلت الحمد لله * ثم وجدت ملك نصفه من ثلج ونصفه من نار فلا النار
تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار له ألف رأس فى كل رأس ألف وجه فى كل وجه ألف فم فى كل فم الف لسان يسبح الله
بألف لغة ومن جملة تسبيحه أنه يقول سبحان من ألف بين الثلج والناريامن ألف بين الثلج والنار ألف بين قلوب عبادك
المؤمنين ، والملائكة تقول آمين فسألت جبريل عنه فقال هذا الملك الموكل بأكناف السموات وهو أنصح الملائكة لبنى
آدم ، ثم اصطفت الملائكتة صفوفا فقدمنى جبريل فصليت بهم ركعتين على ملة ابراهيم الخليل
ثم
السماء الثانية
صعدنا الى السماء الثانية فى أسرع من طرفة عين وبينها وبين سماء الدنيا خمسمائة عام وسمكها كذلك فطرق الباب
فقالوا من ؟ قال جبريل قالوا من معك؟ قال محمد أو ارسل اليه؟ قال نعم قالوا مرحبا بك وبمن معك ففتحوا لنا الباب فاذا
هى ( سماء من حديد لاوصل فيها ولافصل يقال لها الماعون) ورأيت الملائكة ركبانا على خيل مسومة متقلدين بالسيوف
بأيديهم الحراب قلت من هؤلاء ياجبريل ؟ قال هؤلاء جند الله تعالى خلقهم الله لنصرة الاسلام الى يوم القيامة ورأيت فيها
شابين متشابهين فقلت من هؤلاء ياجبريل ؟ قال يحيى بن زكريا ، عيسى ابن مريم عليهما السلام ادن منهما وسلم عليهما
فدنوت وسلمت فردا على السلام ( أما عيسى فانه سط الشعر جميل الوجه أبيض اللون مشرب بحمرة ) ( أما يحيى فرأيت
على وجهه أثر الخشوع ) فسلمت عليه فرد على السلام وهنأنى بالكرامة من ربى وقال : أبشر يامحمد فان الخير فيك وفى
أمتك الى يوم القيامة . فقلت لربى الحمد والشكر ثم قدمنى جبريل وصليت بهما ركعتين على مله ابراهيم الخليل عليه السلام
ثم
السماء الثالثة
صعدنا الى السماء الثالثة فى أسرع من طرفة عين وبينها وبين السماء الثانية خمسماءة عام وسمكها مثل ذلك فطرق جبريل
الباب فقالوا من ؟ قال جبريل قالوا ومن معك ؟ قال محمد قالوا مرحبا بك وبمن معك ففتحوا الباب فاذا هى ( سماء من نحاس
يقال لها المزينة ) ورأيت فيها ملائكة معهم ألوية خضر قلت من هؤلاء ياجبريل قال ملائكة ليلة القدر وشهر رمضان يطلبون
مجلس الذكر ومجالس الشهداء والجماعات ويسلمون على أهل صلاة الليل ، ورأيت شيخا وشابا فقلت من هؤلاء ياجبريل قال
داود وسليمان عليهما السلام ادن منهما وسلم عليهما فدنوت وسلمت فردا على السلام وهنآنى بالكرامة من ربى وقالا لى أبشر
فالخير فيك وفى أمتك الى يوم القيامة ونظر فاذا بينهما غلام جالس على كرسى من نور وقد أشرق النور من وجهه وصورته
كالقمر ليله البدر فقلت من هذا الشاب ياجبريل ؟ قال يوسف ابن يعقوب فضله الله بالحسن والجمال كما فضل القمر على جميع
الكواكب فدنوت وسلمت عليه فرد على السلام وهنأنى بالكرامة من ربى وقال مرحبا بالأخ الصالح والنبى الناصح واصطف
الملائكة وقدمنى جبريل فصليت بهم ركعتين على ملة ابراهيم الخليل عليه السلام
ثم
السماء الرابعة
صعدنا الى السماء الرابعة فى أسرع من طرفة عين وبينها وبين السماء الثالثة خمسمائة عام وسمكها مثل ذلك فطرق جبريل
الباب فقالوا من هذا ؟ قال جبريل . قالوا ومن معك؟ قال محمد . قالوا مرحبا بك وبمن معك ففتحوا الباب فدخلنا فاذا هى (سماء من فضة بيضاء يقال لها الزهرة ) رأيت فيها أصنافا من الملائكة رأيت رجلا على وجهه نور ساطع وله قلب خاشع
فقلت من هذا ياأخى ياجبريل قال هذا ادريس رفعه الله مكانا عليا ، ادن منه وسلم عليه فدنوت وسلمت فرد على السلام واستغفر الله لى ولأمتى * ثم رأيت ملكا عظيم الخلقة والمنظر بلغت قدماه نجوم الأرض السابعة ورأسه تحت العرش وهو
جالس على كرسى من نور والملائكة بين يديه وعن يمينه وعن شماله ينتظرون أمر الله تعالى وعن يمينه لوح وعن شماله
شجرة عظيمة ، الا أنه لم يضحك ابدا فقلت من هذا ؟ قال جبريل هذا هازم اللذات ومفرق الجماعات ومخرب البيوت والدور
ومعمر القبور وميتم الأطفال ومرمل النساء ومفجع الأحباب ومغلق الأبواب ومسود الأعتاب وخاطف الشباب هذا ملك الموت
عزرائيل هو ومالك خازن النار لايضحكان أبدا أدن منه وسلم عليه فدنوت وسلمت فلم يرد السلام فقال له جبريل لم لم ترد
السلام على سيد الخلق وحبيب الحق فوثب قائما ورد السلام وهنأنى بالكرامة من ربى وقال أبشر يامحمد الخير فيك وفى أمتك الى يوم القيامة ، فسألته ياعزرائيل هذا مقامك ؟ قال نعم منذ خلقنى الله الى قيام الساعة ، فقلت كيف تقبض الأرواح
وأنت فى مكانك ؟ قال ان الله أمكنى من ذلك وسخر لى من الملائكة خمسة آلاف أفرقهم فى الأرض فاذا بلغ العبد أجله أرسلت
اليه أربعين ملكا يعالجون روحه فينزعونها من العروق والعصب واللحم والدم ويقبضونها من رؤس أظافره حتى تصل الى الركب ، ثم يريحون الميت ساعة ، ثم يجذبونها الى السرة ، ثم يريحونه ساعة ، ثم يجذبونها الى الحلقوم ، فتقع فى الغرغرة
فأتناولها وأسلها كما تسل الشعرة من العجين ، فاذا انفصلت من الجسد جمدت العينان وشخصتا لأنهما يتبعان الروح فأقبضها
بأحدى حربتى هاتين ( حربه من نور ، وحربة سخط ) الروح الطيبة يقبضها بحربة النور ، ويرسلها الى عليين ، والروح
الخبيثة بحربة السخط ويرسلها الى سجين ، وهى صخرة سوداء تحت الأرض السابعة السفلى ، فيها أرواح الكفار والفجار
قلت كيف تعرف حضر أجل العبد ؟ قال يامحمد مامن عبد الا وله فى السماء بابان ، باب ينزل منه رزقه وباب يصعد اليه
عمله ، وهذه الشجرة عن يسارى ماعليها ورقة الا عليها اسم واحد من بنى آدم ، فاذا قرب الأجل اصفرت الورقة وتسقط على
الباب الذى ينزل منه رزقه ، ويسود اسمه فى اللوح ، فأنظر اليه نظرة يرتعد منها جسده فيقع فى الفراش ، فقلت أرنى صورتك التى خلقك الله عليها وتقبض بها الأرواح ، قال لاتستطيع النظر اليها ، فقلت أقسمت عليك واذا بالنداء من العلى
لاتخالف حبيبى محمدا ، فتجلى ملك الموت ، فارتعد قلبى ورجفت منه فوضع جبريل يده على صدرى فرجعت روحى الى عقلى ، فقال جبريل : يامحمد مابعد القبر الا ظلمة القبر ، وسؤال منكر ونكير ، قال النبى فودعته وتقدمت ، فاذا أنا برجل
صبيح الوجه غزير العقل ، لما رآنى ضحك متبسما ، قلت ياأخى ياجبريل من هذا ؟ قال أبوك ابراهيم الخليل ادن منه وسلم
عليه فدنوت منه وسلمت فرد على السلام وهنأنى بالكرامة من ربى، وقال : مرحبا بالابن الصالح أبشر فالخير كله فيك وفى أمتك الى يوم القيامة ، وأن أخاك جبريل يرفعك الى ربك ليجتبيك ويكرمك ، فقلت ماقعودك هنا ؟ قال أنظر الى أعمال أولاد آدم فما رأيت أجمل ولا أكمل ولا أنور ولا أزهر ولا أحسن ولا أزكى ولا أطهر ممن يقول ( لااله الا الله محمد رسول الله ) فطاب قلبى وحمدت ربى ، فقال جبريل تقدم وصل به وبالملائكة ركعتين فصليت
ثم
والى اللقاء أخوانى وأخواتى جيرانى الأعزاء فى السماء الخامسه لنرى ماتم بها من أحداث
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته