بسم الله الرحمن الرحيم
اليكم الجزء الثانى من معجزة المعراج
ثم
ارتقينا الى السماء الخامسة فى أسرع من طرفة عين بينها وبين السماء الرابعة خمسمائة عام وسمكها مثل ذلك ، فطرق جبريل بابها فقالوا : من هذا ؟ قال : جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم ، قالوا مرحبا بك وبمن معك ، ففتحوا فدخلنا فاذا هى ( سماء من الذهب الأحمر واسمها المنيرة ) رأيت فيها ملكا عظيما لو أمره الله أن يبلع
السموات السبع فى دفعة لهان عليه ، وهو ينادى سيدى ومولاى ماعرف قدرك من عصاك سبحانك ماأحلمك على خلقك ، ورأيت بابا عليه سطران مكتوبان يزهران ويلمعان ( لا اله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فلما قرأتهما سقط
القفل وانفتح الباب واذا بجهنم مظلمة ممزوجة بغضب الله ودخانها قائم واذا بملك عظيم الخلقة مرهب النظر ظاهر الغضب
شديد البأس بين عينيه عقدة لو أشرف بها على الأرض لماتوا وغارت منه البحار وتقطرت منه الجبال ( اللهم أسألك بحقك العظيم وبحق اسمك الكريم أن لاترينا وجهه بقدرتك وحولك ياذا الجلال والاكرام ) قلت ياأخى ياجبريل من هذا ؟ قال هذا مالك خازن النار خلقه الله من غضبه وسخطه ، ادن منه وسلم عليه فدنوت وسلمت فلم يرد السلام ، فقال جبريل لم لاترد على حبيب الله وسيد العالمين ونبى الرحمة ، فنهض قائما وقال الله الله العذر لك ياحبيب الله ، فقلت له أرنى جهنم ، فقال مالك ليس الأمر لى واذا بالنداء من العلى الأعلى لاتخالف حبيبى محمدا ، فكشف عنها الغطاء فاذا هى سوداء مظلمة ممتزجة بغضب الله ( قيل أن نار الدنيا لها ضياء لأنها غمست فى بحر القدرة سبعين مرة حتى صار لها شعاع ونور ينتفع به ) فرأيت فيها سبعين ألف بحر من غسالين ، وسبعين ألف بحر من غساق ، وسبعين ألف بحر من قطران ، وسبعين ألف بحر من رصاص مذاب ، على ساحل كل بحر ألف مدينة من نار ، فى كل مدينة ألف قصر من نار، وفى كل قصر سبعون ألف تابوت من نار ، وفى كل تابوت سبعون ألف صندوق من نار ، وفى كل صندوق ألف صنف من العذاب ، ورأيت فيها حيات كأمثال النخل الطويل وعقارب كأمثال البغال ، ورأيت سبعين ألف بئرمن الزمهرير ، ورأيت نساء باكيات حزينات ينادين فلا يجبن ويتضرعن فلا يرحمن ، فقلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء اللواتى يتزين لغير أزواجهن ، ورأيت نساء عليهن سراويل من قطران وفى أعناقهن السلاسل والأغلال ، فقلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء المستخفات بأزواجهن اللاتى تقول احداهن لزوجها ماأشنع وجهك وماأقبح شكلك وماأنتن ريحك ، ورأيت نساء قد احترقت وجوههن وألسنتهن مندلعات على صدورهن ، قلت من هؤلاء؟ قال جبريل : هؤلاء اللواتى يقلن لأزواجهن طلقنا من غير سبب ، ورأيت نساء معلقات من شعورهن ويغلى دماغهن فقلت من هؤلاء؟ قال جبريل : النساء اللاتى لايغطين شعورهن من الأجانب ، ورأيت نساء معلقات بشعورهن ومكبلات بثديهن بكلاليب من نار فقلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء اللاتى كن يرضعن أولاد الناس بغير اذن أزواجهن ، ورأيت نساء أرجلهن الى ألسنتهن وأيديهن الى نواصيهن فقلت من هؤلاء؟ قال جبريل : هؤلاء اللاتى لايحسن العشرة ولايحسن الوضوء قذرات الثياب والجسد لايغتسلن من الحيض والجنابة ويتهاون فى صلاتهن حتى تفوت ، ورأيت نساء صما بكما عميا فى تابوت من نار يخرج من دماغهن مثل الدهن من مناخيرهن وأبدانهن منتنة تتقطع من الجذام والبرص قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء اللاتى أولادهن من غير أزواجهن ، ورأيت نساء معلقات من أرجلهن فى تنور من نار قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء اللاتى يشتمن أزواجهن ، ورأيت نساء سود الوجوه يأكلن أمعاءهن قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء القوادات اللاتى يجمعن بين اثنين على الحرام ، ورأيت امرأة رأسها كرأس الخنزير وبدنها كبدن الحمار وعليها ألف نوع من العذاب قلت من هذه المرأة ؟ قال جبريل : هذه النمامة التى توقع العداوة بين زوجها والجيران وتسعى بين الناس بالنميمه والكذب ، ورأيت امرأة على صورة كلب والنار تدخل من فوقها وتخرج من تحتها والملائكة يضربون رأسها بمقامع من حديد قلت من هذه ؟ قال جبريل : هذه المحرشة بين الناس بالبغضاء ، ورأيت رجالا منقلبين على وجوههم وعلى ظهورهم صخرة من نار والملائكة يضربونهم بمقامع من حديد قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء اللوطية الذين يأتون الذكران من العالمين ، ورأيت رجالا ونساء مصفدات بأصفاد من نار وجباههم قد اسودت والحيات مطوقات بأعناقهن تلدغهم فتهرى لحومهم ثم يعودون من جديد قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء الذين يكنزون الذهب والفضة ولاينفقونها فى سبيل الله ، ورأيت أقواما بين أيديهم لحم طيب ولحم خبيث وهم يأكلون الخبيث ويتركون الطيب قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء الذين تكون لأحدهم امرأة فيتركها ويميل الى الحرام والتى تكون مع زوجها بالحلال وتميل الى الحرام ، ورأيت رجالا ونساء ردت أقبالهم الى أدبارهم وأدبارهم الى أقبالهم والمقامع ترشقهم والملائكة تسحبهم على وجوههم كلما ضربوا تلهب فى أجسادهم النار قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء الذين يستكبرون بغير الحق ، ورأيت رجالا ونساء سفافيد النار تدخل فى أدبارهم وتخرج من أفواههم قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء الهمازون اللمازون الغمازون ، ورأيت رجالا يرمون بشهب من نار فتقع فى أفواههم وأبصارهم وتخرج من أقفيتهم قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء الذين يبتهون الناس ويرمون بينهم الفتنة ، ورأيت نساء معلقات بشعورهن فى شجرة الزقوم والحميم يصب عليهن فتهرى لحومهن قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء النساء اللاتى كانوا يشربون الأدوية حتى يقتلن أولادهن خوفا من مطعمهم ومشربهم وتربيتهم ، ورأيت نساء مقيدات بقيود من نار وقد فتحت أفواههن ولهيب النار يخرج من بطونهن قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء المغنيات اللاتى يموتن من غير توبة ، ورأيت نساء على رؤسهن قطران والحيات تنهشهن قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء النواحات بالكراء اللاتى يفعلن مانهى الله عنه ومتن من غير توبة ، ورأيت رجالا ونساء فى السعير والنار لها دوى فى بطونهم تدخل من أدبارهم وتخرج من أفواههم قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما انما يأكلون فى بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ، ورأيت رجالا ونساء يسقون من القيح والصديد كلما وصل فى بطونهم شئ تمزقت جلودهم ثم يعودون خلقا جديدا قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء الذين يأكلون الربا ، ورأيت رجالا ونساء رؤسهم مغمورة فى نار جهنم ويصب عليهم الحميم والزمهرير يلفحهم فيهرى لحومهم قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء الذين يلقون العداوة بين الناس ، ورأيت نساء قد مسخن وأجسادهن سود كالقطران قلت من هؤلاء ؟ قال جبريل : هؤلاء اللواتى يصبغن شعورهن ويغيرن خلق الله ، ورأيت النار وأهوالها وعقابها شديد لاتقوى لها الحجارة ولا الحديد ورأيت فيها أهوالا فداخلنى منها رعب على ضعاف أمتى واذا بأكثر أهلها النساء * ثم انطبق الباب وعاد كما كان ونظرت الى السماء الخامسة ومافيها من العجائب ، ثم اصطفت الملائكة وتقدمت وصليت بهم ركعتين
ثم
ارتقينا الى السماء السادسة وبينها وبين السماء الخامسة خمسمائة عام وسمكها مثل ذلك فطرق جبريل الباب فقال خزنتها من هذا ؟ قال : جبريل ، قالوا : ومن معك ؟ قال : محمد ، قالوا : مرحبا بك وبمن معك ففتحوا الباب ودخلنا فاذا هى ( سماء من ياقوتة خضراء اسمها الخالصة ) ورأيت فيها ملكا عظيما جالسا على كرسى من نور نصفه من ثلج ونصفه من نار فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار وهو ينادى سبحان من ألف بين الثلج والنار اللهم ألف بين قلوب عبادك المؤمنين على طاعتك والملائكتة تقول آمين قلت من هذا ؟ قال جبريل : هذا ملك خلقه الله ووكله بأكناف السموات وهو أنصح الملائكة الى أمتك يدعو لهم بهذا الدعاء الى يوم القيامة ثم تقدمت اليه وسلمت عليه فرد السلام وقال مرحبا بحبيب رب العالمين ، ورأيت رجلا كهلا طويلا كثير الشعر عليه مدرعة من صوف أبيض يتوكأ على عصا يكاد شعره يغطى جسده له لحية بيضاء قلت من هذا ؟ قال جبريل : هذا أخوك موسى بن عمران فضله الله بكلامه وجعله كليما له ، ادن منه وسلم عليه فدنوت وسلمت عليه فنظر الى وقال يزعم بنوا اسرائيل أنى أكرم الخلق على الله وهذا أكرم منى على ربه هذا النبى القرشى الهاشمى العربى المكى الأبطحى هذا الحبيب هذا الكريم العظيم هذا محمد الأمين بن عبد الله بن عبد المطلب ثم قال مرحبا بالأخ الصالح والنبى الناصح ثم دعا لى ولأمتى بالخير والبركة واصطفت الملائكة صفوفا وصليت بهم ركعتين على مله ابراهيم الخليل
ثم
الى اللقاء فى السماء السابعة مع حبيب الله وسيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ليوضح لنا مارأه بها
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته