بسم الله الرحمن الرحيم
نبدأ بعون الله تعالى فى الجزء الثانى وهو( قصه خلق ابو البشر آدم عليه السلام )
قصه خلق آدم عليه السلام :- لم يكن خلق آدم من تراب ثم تناسل ذريته من بعده انما هو شئ عظيم وهو اظهار القدره الآلهيه حيث يقول للشئ ( كن فيكون ) فما هو الا اعجاز ( فتبارك الله أحسن الخالقين ) اذ يتكلم الطين بأمر من الخالق الذى خلقه فى أجمل صورة وأحسن تقويم ، يقول الله تعالى (( ومن آياته أن خلقكم من تراب ، ثم اذا أنتم بشر تنتشرون ))صدق الله العظيم، والاكثر اعجازا من ذلك أن يخلق الله أدم من تراب ويخلق ذريته من نطفه من ماء مهين ثم يستخلف هذا المخلوق الضعيف ويملكه الآرض وياأسفاه اذ هذا الانسان يستعلى على ربه ويعصيه بل ويشرك به أستغفر الله العظيم الذى لاأله الاهو الحى القيوم وأتوب اليه
آدم أول البشر :- وبما أن آدم خلق من طين اذا فهو أبو الخلائق وليس قبله مخلوق من البشر كما قال الله تعالى فى كتابه العزيز ( واذ قال ربك للملائكة انى جاعل فى الارض خليفة ، قالو : أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ؟ ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك !!قال انى أعلم مالاتعلمون ) صدق الله العظيم
الادله فى القرآن الكريم على انه أول البشر وأن جميع البشر ينتهى نسبهم الى ( آدم عليه السلام ) وهى لقوله تعالى ( يابنى آدم لايفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ) الايه وقوله سبحانه ( يابنى آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم وريشا ، ولباس التقوى ذلك خير ) الايه وقوله سبحانه وتعالى ( يابنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ، وكلوا واشربوا ولاتسرفوا ، انه لايحب المسرفين ) الايه وقوله سبحانه وتعالى ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء ) الايه تدل على أن جميع البشر من أصل واحد
مراحل خلق آدم :- اولا المرحله الترابيه :- أمر الله الملائكه أن يجمعوا ترابا من جميع أنحاء الارض ومن ألوانها العديده والادله على ذلك قول الله تعالى ( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم اذا أنتم بشر تنتشرون ) الايه ولقول الرسول الكريم فى الحديث ( ان الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الارض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، فجاء منهم الأبيض والأحمر ، والأسود وبين ذلك ، والخبيث والطيب ، والسهل والحزن وبين ذلك ) صدق الرسول الكريم
ثانيا : المرحله الطينيه:- أخذ الله هذا التراب ثم خلطه بالماء فجعله طينا لازبا ( متماسكا ) لقوله سبحانه ( انا خلقناهم من طين لازب ) الايه . ثم تركه الله حتى يجف أربعون عاما فأصبح يشبه الفخار ويصبح له صوت اذا نقر باليد لقوله سبحانه ( خلق الانسان من صلصال كالفخار ، وخلق الجان من مارج من نار ) الايه
ثالثا :-المرحله التكوينيه :- وباراده الله جعل هذا الطين بشرا يسمع ويبصر ، فنفخ فيه من روحه سبحانه وتعالى فاصبح فى أحسن تقويم والفتره ماقبل نفخ الروح حوالى أربعون سنه لقول الله سبحانه وتعالى ( هل أتى على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ) والمراد بهذه الآيه هو آدم أما البشر كان خلقهم عن طريق التناسل حيث يقول الله ( ياأيها الناس ان كنتم فى ريب من البعث فانا خلقناكم من تراب ثم من نطفه ثم من علقه ثم من مضغه ) الايه
والى اللقاء فى الجزء الثالث بعون الله وفضله