بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الأول
جيرانى الأعزاء اليوم أقدم لكم وصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى جميع أحواله، فعن الحسن بن على رضى الله عنهما قال : سألت خالى هند بن ابى هالة وكان وصافا وأنا أشتهى أن يصف لى منها شيئا أتعلق به فقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصف
وصف جسده الكريم كان
فخما مفخما ، يتلالأ وجهه تلالؤ القمر ليلة البدر ، أطول من المربوع ( مابين الطويل والقصير ) ، وأقصر من المشذب ( الطويل البائن الطول مع نقص فى لحمه ) ، عظيم الهامة ، رجل الشعر اذا تفرقت عقيصته فرق والا فلا ( رجل بكسر الجيم أى بين الجعودة والبسوطة ، والعقيصة : الشعر المعقوص وهو نحو من المضفور ) ، يجاوز شعره شحمتة اذنيه ، ذا وفرة ، ازهر اللون ، واسع الجبين ، ازج الحواجب ( تقوس الحاجبين ) سوابغ فى غير قرن بينهما عرق يدره الغضب ( من الادرار أى يجعله الغضب ممتلئا ) ، اقنى العرنين ( القنأ : طول الانف ودقة ارنبته ، العرنين : ماصلب من عظم الأنف او كله ) ، له نور يعلوه ، يحسبه من لم يتأمله اشم ، كث اللحية ( اى غليظها ) ، ادعج ( شديد سواد العين ) ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، اشنب ( رقة الأسنان وماؤها ورونقها ) ، مفلج الاسنان ، دقيق المسربة ( الشعر المستدق مابين اللبة والسرة ) ، كأن عنقه جيد دمية فى صفاء - يعنى الفضة ، معتدل الخلق ، بادن ، متماسك ، سواء البطن والصدر ، عريض الصدر ، بعيد مابين المنكبين ، ضخم الكراديس ( أى رؤس العظام ) ، انور المتجرد ، موصول مابين اللبة والسرة بشعر يجرى كالخط ، عارى الثديين والبطن مما سوى ذلك ، اشعر الذراعين والمنكبين وأعالى الصدر ، طويل الزندين ، رحب الراحة ، سبط القصب ، شئن الكفين والقدمين ( أى غليظ الأصابع والراحة ) ، سابل الأطراف ، خمصان الأخمصين ( الأخمص : الموضع الذى لايلصق بالأرض ، والخمصان : أى شديد التجافى عن الأرض ) ، مسيح القدمين ( أى ليس فيهما تكسر ولاشقاق ) ، ينبو عنهما الماء ، يخطو تكفئا ويمشى هونا ، ذريع المشية اذا مشى كأنما ينحط من صبب ( ذريع : أى سريع ، صبب : موضع منحدر ) ، واذا التفت التفت جميعا ، خافض الطرف ، نظره الى الأرض اطول من نظره الى السماء ، جل نظره الملاحظة ، يسوق اصحابه ، يبدأ من لقيه بالسلام ) صلى الله عليه وسلم
وصف منطقه كان
(متواصل الأحزان ، دائم الفكرة ، ليست له راحة ، لايتكلم فى غير حاجة ، طويل السكوت ، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ( أى جوانب الفم ) ، يتكلم بجوامع الكلم ، فصل لافضول ولاتقصير ، دمث ليس بالجافى ولا المهين ( الدمث : الأرض السهلة الرخوة أى كان لين الخلق ) ، يعظم النعمة وان دقت ، لايذم منها شيئا ولا يمدحه ، ولايقوم لغضبه اذا تعرض للحق شئ حتى ينتصر له ، لايغضب لنفسه ولاينتصر لها ، اذا اشار اشار بكفه كلها ، واذا تعجب قلبها ، واذا تحدث يصل بها يضرب براحته اليمين باطن ابهامه اليسرى ، واذا غضب اعرض وأشاح ( أى بالغ فى الاعراض ) ، واذا فرح غض طرفه ، جل ضحكه التبسم ، ويفتر عن مثل حب الغمام ( يفتر : يضحك ، الغمام : البرد ) صلى الله عليه وسلم .
الى اللقاء فى الجزء الثانى ( وصف دخول النبى وخروجه )
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته