بسم الله الرحمن الرحيم
الجزء الثانى
اليوم جيرانى الأعزاء نتحدث عن مدخل ومخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمالا للحديث السابق الذى ذكر فى الجزء الأول
مدخل الرسول
كان صلى الله عليه وسلم دخوله لنفسه مأذونا له فى ذلك ، كان اذا آوى الى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء جزءا لله ، وجزءا لأهله ، وجزءا لنفسه جزءه بينه وبين الناس على العامة والخاصة لايدخر عنهم شيئا ، فجزء الأمة قسمه على قدر فضلهم فى الدين ، فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج ، فيتشاغل بهم ، ويشغلهم فيما اصلحهم والأمة ، واخبارهم بالذى ينبغى لهم ، كان يقول : ليبلغ الشاهد الغائب وأبلغونى حاجة من لايستطيع ابلاغى حاجته ، فانه من بلغ سلطانا حاجة من لايستطيع ابلاغها اياه ثبت الله قدميه يوم القيامة لايذكر عنده الا ذلك ، ولايقبل من أحد غيره يدخلون عليه زوارا ، ولايفترقون الا عن ذوق ويخرجون ادلة ( يعنى فقهاء )
مخرج الرسول
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخزن لسانه الا بما يعنيهم ويؤلفهم ولاينفرهم ، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ، ويحذر الناس ويحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد منهم بشره ( بشره : بشاشه الوجه ) ولاخلقه ، يتفقد اصحابه ، ويسأل الناس عما فى الناس ، ويحسن الحسن ويقويه ، ويقبح القبيح ويوهيه (أى يجعله ضعيفا ) ، معتدل فى الأمر غير مختلف ، لايغفل مخافة ان يغفلوا أو يميلوا ، لكل حال عنده عتاد ( أى عدة وشئ حاضر يصلحه ويناسبه ) ، لايقصر عن الحق ولايجوزه ، الذين يلونه من الناس خيارهم ، افضلهم عنده اعمهم نصيحة ، وأعظمهم عنده منزلة احسنهم مواساة ومؤازرة ( أى معاونة )
الى اللقاء فى الجزء الثالث فى ( مجلس النبى وسيرته فى جلسائه صلى الله عليه وسلم )
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته