بسم الله الرحمن الرحيم
معجزة الاســـــــراء
عن ابن عباس رضى الله عنهما عن النبى صلى الله عليه وسلم قال : ( كنت فى بيت أم هانى بنت أبى طالب رضى
الله عنهما ليلة الاثنين ليلة السابع والعشرين من رجب سنة ثمان من البعثة وكان عندها فاطمة الزهراء رضى الله
عنها وعمرها تسع سنين
1
اذا بالباب قد طرق فخرجت فاطمة لترى من بالباب فرأت شخص عليه الحلى والحلل وله جناحان أخضران قد سد
بهما المشرق والمغرب وعلى رأسه تاج مرصع بالدر والجوهر مكتوب على جبهته لا اله الا الله محمد رسول الله
فقالت فاطمة ماتريد قال أريد محمد صلى الله عليه وسلم
2
دخلت فاطمة وقالت ياأبت بالباب شخص قد هالنى وأفزعنى مارأيت مثله وقال لى أريد محمد ، فخرج النبى فلما
رآه فاذا به جبريل عليه السلام فقال الصلاة والسلام عليك ياحبيب الحق وسيد الخلق ، قال فقلت ياأخى ياجبريل
أوحى نزل أم وعد حضر أم أمر حدث ، قال ياحبيبى قم والبس ثيابك وسكن قلبك فأنك فى هذه الليلة تناجى ربك
الذى لاتأخذه سنة ولانوم ، قال النبى : فلما سمعت كلام أخى جبريل عليه السلام نهضت قائما فرحا وشددت على
ثيابى وخرجت الى الصحراء
3
فاذا بالبراق قائما وجبريل يقوده واذا هو ( دابة لاتشبه الدواب فوق الحمار ودون البغل وجه كوجه ابن آدم وجسده
كجسد الفرس وهو دابة خير من الدنيا ومافيها عرفها من اللؤلؤ الرطب منسوج بقضبان الياقوت يلمع بالنور وأذناها
من الزمرد الأخضر وعيناها مثل كوكب درى يوقد لها شعاع كشعاع الشمس شهباء محجلة الثلاث مطلقة اليمين
عليها جل مرصع بالدر والجوهر لايقدر على وصفها الا الله تعالى نفسها كنفس ابن آدم لما رأيت البراق تعجبت منه
4
قال جبريل تقدم ياحبيب الله واركب فتقدمت لأركبه فاضطرب كما تضرب السمكة فى الشبكة ، فقال له جبريل يابراق
اسكن أما تستحى أن تنفر من بين يدى سيد الخلق وحبيب الحق فوالذى خلقنى وخلقك ماركبك أحد أكرم منه على الله
تعالى ، فقال البراق : قد ركبنى آدم صفوة الله وابراهيم خليل الله ، قال جبريل : يابراق هذا حبيب الله ورسول رب
العالمين أفضل من أهل السموات والأرضين قبلته الكعبة ودينه الاسلام وكل الخلق يرجون شفاعته يوم القيامة والجنة
عن يمينه والنار عن يساره من صدقه دخل الجنة ومن كذبه دخل النار ، قال البراق : قل لصاحب الوجه الأنوار والجبين
الأزهر والخد الأحمر والحوض والكوثر والشفاعة الكبرى فى المحشر أن يدخلنى فى شفاعته حتى أمكنه من ظهرى
فيزداد بذلك فخرى ويكون فى القيامة ذخرى ، قال النبى : أنت فى شفاعتى وأنت مطيتى يوم القيامة فدنا منى فركبته
5
فسار جاريا بى بين السماء والأرض فنادانى جبريل : انزل ياحبيب الله هنا فصل ركعتين ، قال : : فنزلت فصليت
ركعتين وقلت لأخى جبريل لم أمرتنى بالصلاة هاهنا قال : ياحبيب الله هذا وادى العقيق ثم ركبت وسرنا ماشاء الله
واذا بصائح عن يمينى يقول قف يامحمد فأنى أنصح لك ولأمتك ولم ألتفت اليه وكان فضلا من الله ، ثم سرنا واذا
بصائح عن شمالى يقول يامحمد فانى أنصح لك ولأمتك فسرت ولم ألتفت اليه وكان ذلك فضلا من الله واذ بامرأة
ناشرة شعرها عليها من كل زينة خلقها الله من الحلل والجواهر والدر والياقوت قد أشرقت حسنها وجمالها وهى
تنادى يامحمد قف لأكلمك فانى أنصح لك ولأمتك ولم أقف وكان ذلك فضلا من الله ثم سرنا فاذا نحن ببيت المقدس
وعن يمينى شاب حسن الثياب طيب الرائحة أقبل وسلم على وعانقنى وعانقته ثم غاب
6
قلت ياأخى ياجبريل أخبرنى عن الصائح قال : الأول هو داعى النصارى لو أجبته لتنصرت أمتك من بعدك ، وأما
الثانى داعى اليهود ولو أجبته لتهودت أمتك من بعدك ، أما المرأة الناشرة شعرها المتزينة فتلك الدنيا لو أجبتها
لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة ، أما التى سمعتها تصيح تلك صخرة لها خمسمائة عام تهوى وفى هذه الساعة
استقرت فى جهنم ، أما الشاب الذى سلم هذا هو دين الله عز وجل فان أمتك يعيشون مؤمنين ، ثم سبقنى جبريل
الى بيت المقدس فتبعته واذا هو قد أقبل ومعه ثلاثة أقداح فى الأول لبن والثانى خمر والثالث ماء فقال لى اشرب
فأخذت اللبن فشربته الا قليلا ، فقال جبريل أخذت الفطرة كلها ولو أخذت الخمر لغوت أمتك ولو أخذت الماء لغرقت
أمتك ولو شربت اللبن كله مادخل أحد من أمتك النار ، فقلت رد على القدح قال هيهات يامحمد قضى الأمر وجف
القلم كان ذلك فى الكتاب مسطورا
7
ثم أتى بى جبريل الى الصخرة واذا بالمعراج قد نصب الى الصخرة من عنان السماء فلم أر شيئا أحسن من المعراج
وهو مرقاة من الذهب ومرقاة من الفضة ومرقاة من الزبرجد ومرقاة من الياقوت الأحمر فضمنى جبريل الى صدره
ولفنى بجناحه وقبل مابين عينى وقال : ارقد يامحمد فصعدت أنا وجبريل فحار نظرى من مقامات المتعبدين واذا
بملائكة لايحصى كثرتهم الا الله تعالى يسبحون الله لايفترون ورأيت النجوم متعلقات كتعليق القناديل فى المساجد
أصغر مايكون منها أكبر من جبل عظيم
ثم
أخوانى وأخواتى فى الله الى اللقاء مع معجزة المعراج ، رغم أختلاف السلف والعلماء فى تحديد موعد
الاسراء والمعراج وأخلافهم فى اليوم والشهر والسنه الا أنها معجزه الله فى الأرض وهذه أصح الراويات
أدعوا الله أن يجعل هذا العمل خالصا لوجه الكريم ويتقبل منا ومنكم سائر وصالح الأعمال
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته