بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم الذى ستناول حديثنا عنه وهو خامس الرسل أولوا العزم وخاتم الانبياء والمرسلين عليه أفضل السلام وأتم التسليم يقول الله ( ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ، ولكم رسول الله وخاتم النبيين ، وكان الله بكل شئ عليما ) وقال الرسول ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامه ولافخر ، وبيدى لواء الحمد يوم القيامة ولافخر ، وما من بنى آدم فمن سواه الاتحت لوائى ) صدقت يارسول الله
نسبه الشريف :- هو محمد بن ( عبد الله ) بن ( عبد المطلب ) بن( هاشم ) بن ( عبد مناف ) بن ( قصى ) بن (كلاب ) بن ( مرة ) بن ( كعب ) بن ( لؤى ) بن ( غالب ) بن ( فهر ) بن ( مالك ) بن ( النضر ) بن ( كنانة ) بن ( خزيمة ) بن ( مدركة ) بن ( الياس ) بن ( مضر ) بن ( نزار ) بن ( معد ) بن ( عدنان ) الى أن ينتهى نسبه الى ( اسماعيل ) بن ( ابراهيم ) عليهم السلام فأن رسول الله من أولاد ( اسماعيل ) عليه السلام وليس من أولاد يعقوب بن اسحق بن ابراهيم كأنبياء بنى اسرائيل كلهم من نسل يعقوب كما أخبرنا الصادق المصدوق ( فأنا خيار من خيار من خيار ) فكان من أكرم قوم وأشرف قبيله
ولادته صلى الله عليه وسلم :- ولد يوم الاثنين الموافق الثانى عشر من ربيع الأول عام الفيل ، حوالى سنة ( 570 ) ميلادية أمه ( آمنه بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ... ) أى بعد ميلاد السيد المسيح عليه السلام ، يجتمع نسب الام والاب فى الجد ( كلاب ) وهو ابن الذبيحين ( اسماعيل ) و( عبد الله ) والد الرسول الكريم
قصة ذبح عبد الله :- كان عبد المطلب نذر حين لقى من قريش مالقى عند حفر زمزم لئن ولد له عشرة نفر ليذبحن أحدهم لله عند الكعبه فأكتمل بنوه العشرة وهم ( الحارث - الزبير - حجل - ضرار- المقوم - أبولهب - العباس - حمزة - أبوطالب - عبد الله ) جمعهم وأخبرهم بنذره ، ودعاهم الى الوفاء لله فأطاعوه وقالوا : كيف نصنع ؟ قال : ليأخذ كل واحد قدح ثم يكتب فيه اسمه ثم ائتونى ففعلوا ، فدخل بهم ( الاقداح ) الى ( هبل ) فى جوف الكعبه وجاء يستقسم فخرج القدح على ابنه ( عبد الله ) كان أصغرهم وأحبهم ايه فأخذه ليذبحه ، فقالت قريش : والله لاتذبحه ، ثم دلوه على عرافة اسمها ( سجاح ) فأشارت عليه أن يقرب عشرا من الابل ثم يضرب عليها بالقداح وأن يزيد حتى يرضى الرب ففعل فخرج القدح على ( عبد الله ) فزاد عشرا ثم عشرا الى أن باغت مائه من الابل فضرب فخرجت على الابل ، فقال قريش : رضى الرب فذبح الابل
أسماء الرسول :- هو ( محمد ) ويكنى ( أبا القاسم ) و ( أباابراهيم ) وأسماءه ((محمد ، أحمد ، الماحى الذى يمحوالله به الكفر ، العاقب الذى ليس بعده نبى ، الحاشر الذى يحشر الناس على قدميه ، المقفى ، نبى الرحمة ، نبى التوبة ، نبى الملحمة ، الفاتح ، طه ، يس ، خاتم النبيين ))وغيرها من الأسماء . يروى أن اسم ( أحمد ) لم يسمى لأحد قبل الرسول الى أن شاع قبل ميلاده أن نبيا يبعث اسمه أحمد فسمى قوم من العرب أبناءهم بذلك الاسم رجاء أن يكون منهم قال الله ( واذ قال عيسى بن مريم يابنى اسرائيل انى رسول الله اليكم مصدقا لما بين يدى من التوراة ، ومبشرا برسول يأتى من بعدى اسمه أحمد ) الآيه
صفة الرسول فى التوراة :- قال عبد الله بن عمرو بن العاص والله انه موصوف فى التوراة بصفته فى القرآن :- ( ياأيها النبى انا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وحرزا للأميين ، أنت عبدى ورسولى ، سميتك المتوكل ليس بفظ ولاغليظ ، ولاصخاب فى الاسواق ، ولايدفع بالسيئة السيئة ولك يعفو ويغفر ، ولن يقبضه الله حتى يقيموا الملة العوجاء ، بأن يقولوا لااله الا الله ، يفتح الله بها أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا ) صلى الله عليه وسلم
مرضعات الرسول :- أرضع الرسول صلى الله عليه وسلم أمه ( آمنة بنت وهب ) و ( ثويبة الأسلمية ) و ( أم أيمن ) و ( خولة بنت المنذر ) وأكثرهم هى ( حليمة السعدية ) رضى الله عنها تقدمت حليمة مع عشرة نسوة من بنى سعد الى مكة يلتمسن الرضعاء فى سنة شديدة المجاعة ، فعرض رسول الله عليهن فما قبلته امرأة لأنه يتيم حيث لاعائد عليهن من ارضاعه وجاءت حليمة الى ( عبد المطلب ) فقال لها : عندى غلام يتيم وقد عرضته على نساء بنى سعد فأبين فهل لك أن ترضعيه فعسى أن تسعدى به ؟ فاستشارت زوجها ( الحارث بن عبد العزى ) فوافق . تقول حليمة رضى الله عنها فما هوالا أن أخذته فأقبل عليه ثدياى بماشاء من لبن ، فشرب حتى روى وشرب أخوه حتى روى وقام زوجى الى شارفنا فاذا بها مملوءة لبنا ، فحلب لنا ثم شرب وشربنا حتى روينا فبتنا بخير ، فقال زوجها : ياحليمة والله انى لأراك أخذت نسمة مباركة ، ثم خرجنا الى أرض سعد ، وما أعلم أرضا من أرضالله أجدب منها ، فكانت غنمى تسرح ثم ترجع شباعا لبنا نحلب منها وترجع أغنامهم جياعا مافيها قطرة لبن
حادثة شق الصدر : - بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يرعى غنم لحليمة السعدية مع اخوته من الرضاع اذ جاءه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه فشقا بطنه ، فجرى أخوه من الرضاع نحو حليمه فأخبرها ماحدث ، قال : فخرجت أنا وأبوه نسرع نحوه فوجدناه قائما منتقعا لونه ، فاعتنقه أبوه وسأله ماشأنك فروى ماحدث أستخرجا منه شيئا فطرحاه ، ثم رداه كما كان ، فرجعنا به فقال زوجى :لقد خشيت عليه فانطلقى بنا نرده الى أهله قبل أن يظهر به مانخاف عليه ، قالت حليمة : فذهبنا به على أمه فقالت : بعد أن سمعت القصه أخشيتما عليه الشيطان كلا والله ماعليه من سبيل ثم قالت : انى لما حملت به ماحملت حملا قط أخف منه فأريت فى النوم كأنه خرج منى نور أضاءت له قصور الشام ، ثم لما ولدتة رأيته رافعا رأسه الى السماء معتمدا على يديه كأنه يريد أن يتكلم . كان عمره اثناء شق الصدر ثلاث سنوات والمره الثانيه لشق الصدر كانت فى ليلة الاسراء كما ثبت فى الصحيحين
أولاد الرسول :- أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم سبعة كلهم من ( خديجة ) رضى الله عنها الا ( ابراهيم ) من مارية القبطية وهم :- 1 - ( القاسم ) وهو أكبر أولاده وبه يكنى صلوات الله عليه عاش سنتين ثم مات 2 - ( عبد الله ) وهو الثانى وقد مات صغيرا فى حياة الرسول 3 - ( زينب ) وهى أكبر بناته تزوج منها أبو العاص 4 - ( رقية ) تزوج منها عثمان بن عفان رضى الله عنه 5 - ( أم كلثوم ) تزوج منها عثمان بعد وفاة رقية بسنة 6 - ( فاطمة الزهراء ) تزوج منها على بن أبى طالب . كلهم ولدوا قبل البعثة الا السيدة فاطمه فبعد النبوة بسنة 7 - (ابراهيم ) من ماريا القبطية التى تزوجها بعد وفاه خديجة . كل أولاده ماتوا قبله الا السيدة فاطمة ماتت بعده بسته أشهر
قصه حياة الرسول فى سطور :- 1- نشأ الرسول صلى الله عليه وسلم على اليتم وخشونه العيش فقد توفى أبوه ( عبد الله ) وهو جنين فى بطن أمه 2 - لما بلغ أربع سنين أرجعته ( حليمة السعدية ) مرضعته الى أمه فى مكه فبقى مع أمه وجده ( عبد المطلب ) فى رعاية الله وحفظه لما يريد به من كرامته وتوفيقه 3 - لما بلغ ست سنين أخذته أمه الى المدينة المنورة لزيارة بنى النجار أخوال أبيه ، فماتت أثناء العوده الى مكة فى ( الأبواء ) بين مكة والمدينة فأصبح يتيم الأبوين 4 - بقى رسول الله فى كفاله جده ( عبد المطلب ) فكان يحبه ويجلسه على فراشه الذى يفرش له فى ظل الكعبة أما أولاده لايجلسون على الفراش ، ، أما اذا جاء الرسول وأراد الجلوس ومنعه أعمامه فكان يقول لهم ( أبو طالب ) : دعوا ابنى فوالله ان له لشأن ، ثم يجلسه بجواره ، ويلاطفه ، ويمسح ظهره كما قال الله ( ألم يجدك يتيما فآوى ؟ ) الآيه 5 - توفى جده ( عبد المطلب ) بعد سنتين من كفالته ، فكفله عمه (أبو طالب ) وكان ابن ثمان سنين فكان( أبوطالب ) يكرمه ويعطف عليه لآنه ابن أخيه ( عبد الله ) وتنفيذا لوصية أبيه ( عبد المطلب ) فلم يؤدبه أحد ، لكن الله عز وجل حفظه ورعاه ( أدبنى ربى فأحسن تأديبى ) صدقت يارسول الله 6 - لما بلغ من العمر خمسه وعشرين سنه تزوج بخديجة ، ولما بلغ أربعون سنه أوحى الله اليه حوالى سنه ( 610 ) من ميلاد ( المسيح ) عليه السلام ، وأمره بتبليغ ماأنزل اليه بعد ثلاث سنوات من نبوته ، فكان يدعو الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، وظل يدعو حتى أذن الله له بالهجرة الى يثرب ( المدينة المنورة ) حوالى عشر سنين 7 - بعد الهجرة جعل الرسول المدينة مركز للدعوه ، وعاصمة دولة الاسلام ، فهاجر معه ( أبو بكر الصديق ) وكان بتدبير من الله ، فقامت ( الدولة الاسلامية ) التى فتحت فيما بعد مشارق الأرض ومغاربها ، وتم نشر الاسلام فى ربوع العالم ، وأصبحت كلمة الله هى العليا 8 - لما أتم الله عليهم نعمه وأكمل دينه ، وأدى رسول الله الأمانة ، وبلغ الرسالة ، ونصح الأمه ، أختاره الله لجواره ، فقبض روحه وكان يوم الاثنين من ربيع الأول لسنة 11 من الهجرة النبوية
اللهم صلى وسلم وبارك على رسولك سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحابته أجمعين ومن اتبع هداه الى يوم الدين يارب العالمين وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين