بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحابته أجمعين وكل من صار على نهجه واستن بسنته الى يوم الدين . حديثنا اليوم عن رسول الله ( لوط) عليه السلام يقول الله تعالى ( ولوطا اذ قال لقومه أتأتون الفاحشة وأنتم تبصرون ؟ أئنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم تجهلون ) الايات
نسبه :- هو لوط بن هارون بن تارح يعنى ( آزر ) ..... ويمتد نسبه الى سيدنا ( ابراهيم ) عليه السلام . بعث فى زمن ( ابراهيم ) . وابراهيم عمه . وقد آمن بعمه واهتدى بهديه كما قال الله ( فآمن له لوط وقال انى مهاجر الى ربى انه هو العزيز الحكيم ) وهاجر معه من العراق . ثم أرسله الله الى أهل ( سدوم ) فى الاردن وليس بينهم قرابه ولانسب
قومه :- نزح ( لوط ) بأمر عمه فنزل بمدينة ( سدوم ) وكان قومها من أفجر الناس وأكفرهم يقطعون السبيل ، وكانوا يفعلون أقبح وأشنع الجرائم التى لم يفعلها أحد قبلهم وهى ( اتيان الذكور ) دون النساء لقول الله تعالى ( أتأتون الذكران من العالمين . وتذرون ماخلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون ) وكانوا يجاهرون باللواطه ولايستحون فبعث الله اليهم ( لوطا ) عليه السلام فدعاهم الى الله ، ونهاهم عن فعل مايغضب الله ، فلم يستجيبوا له ، فلما ألح عليهم ، هددوه بالطرد لقول الله ( قالوا لئن لم تنته يالوط لتكونن من المخرجين ) وفعلا قرروا طرده ومن آمن لالشئ الا لأنهم أناس يتطهرون كما أوضح لنا الله فى قوله ( فما كان جواب قومه الا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم انهم أناس يتطهرون ) الايه
قصه الملائكة :- وحين أراد الله اهلاك هؤلاء الأشرار من قوم لوط ، أرسل اليهم الملائكة ليقلبوا عاليها سافلها ، وكانت لهم قرى خمسة ، ويزيد عددهم على (400 ) أربعمأة ألف ، فمروا على ( ابراهيم ) عليه السلام فبشروه بغلام حليم ، وأخبروه أنهم ذاهبون للانتقام من قوم ( لوط ) وهم أهل ( سدوم وعامورة ) ، فتخوف الخليل على ابن أخيه ( لوط ) ، فأخبروه بأن الله سينجيه وأهله ومن آمن معه . قال الله تعالى ( ولما جاءت رسلنا ابراهيم بالبشرى قالوا : انا مهلكوا أهل هذه القرية ان أهلها كانوا ظالمين . قال ان فيها لوطا قالوا : نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله الا امرأته كانت من الغابرين ) . خرج الملائكه من عند ( ابراهيم ) وذهبوا الى ( لوط) فى صورة شباب تشرق وجوههم بنضارة الشباب والجمال ولم يخبروه ، فظن أنهم ضيوف ، فرحب بهم ، ولكنه خاف عليهم من أولئك المجرمين حيث كانت الزياره فى وقت الظهيرة وأنهم فى منتهى الحسن والجمال ، أخذ يفكر ماذا يفعل قبل أن يعلم بهم أحد ، ، وسرعان ماوقع ماكان يخشاه ، أقبل رجال القرية يريدون أن يتحرشوا بأولئك الضيوف ، أخذ ( لوط ) يجادلهم بالحسنى واللين لعلهم يرتعدوا ويرجعوا ونصحهم أن يتزوجوا ببنات القرية ذلك أفضل وأطهر ، ولكنهم تمسكوا بما جاءوا من أجله ، فزاد هم ( لوط ) ، فأخبروه بالحقيقه أنهم ليسوا بشر وأنهم من ( الملائكة ) وجاءوا لاهلاك هذه القريه . اقرا قول الله ( ولما جاءت رسلنا لوطا سئ بهم وضاق بهم ذرعا وقال : هذا يوم عصيب وجاءه قومه يهرعون اليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال : ياقوم هؤلاء بناتى هن أطهر لكم فاتقواالله ولاتخزون فى ضيفى أليس منكم رجل رشيد ؟ قالوا : لقد علمت مالنا فى بناتك من حق وانك لتعلم مانريد . قال لوأن لى بكم قوة أو آوى الى ركن شديد . قالوا : يالوط انا رسل ربك لن يصلوا اليك فأسر بأهلك بقطع من الليل ولايلتفت منكم أحد الا امرأتك انه مصيبها ماأصابهم ان موعدهم الصبح ، اليس الصبح بقريب ) الايات. وأمروه أن يخرج من أرض قومه مع أهله ليلا قبل موعد تدميرهم هو ومن آمن معه
هلاك قوم لوط :- بعد أن أطمئن (لوط ) على ضيوفه ، ترك قومه فى ضجيجهم وأخذ يستعد للخروج قبل الصبح هو ومن معه ، وحين هجم القوم على بيت ( لوط ) ليأخذوا الضيوف بالقوة ، طمس الله أعينهم فلم يبصروا . قال الله ( ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابى ونذر ) وما أن أشرقت شمس ذلك اليوم الا وكانت هذه القرى خرابا
أنواع العذاب :- 1 - قلب الله بهم القرى فجعل عاليها سافلها ، وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود . قال الله ( فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود ) الايه 2- أرسل عليهم صيحه من السماء . قال الله ( فأخذتهم الصيحة مشرقين . فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ) الايات
زوجة لوط :- هلكت زوجة ( لوط ) مع الهالكين وحل بها ماحل بأهل هذه القرى من العذاب فقد وعد الله بأهلاك الكافرين . قال الله ( فأنجيناه وأهله الا امرأته كانت من الغابرين ) ونجا ( لوط ) عليه السلام مع ابنتيه من الهلاك . يقال أن زوجة لوط اسمها ( والهة ) . كما يقال أن البحر الميت المعروف الان باسم بحيرة لوط لم يكم موجودا قبل هذا الحادث ، وأنما حصل نتيجه الزلزال الذى جعل عالي البلاد سافلها ، كما أوضح ( ابن كثير ) أن الله جعل مكان تلك البلاد بحيرة منتنة لاينتفع بمائها ولاحولها من الأراضى لردائتها ودناءتها ، لتكون آيه على قدرة الله وعظمته فى انتقامه ممن يخالف أمره ولايتبع رسله
معلومه هامه :- لم تكن زوجة ( لوط ) تخونه ولاتقع فى جريمه الزنا ، لأن الله عز وجل حفظ الأنبياء من تلوث العرض ، وأن ذلك يسئ سمعة الأنبياء ، ولكن كانت زوجة ( لوط ) عليه السلام كافرة . كما كانت زوجة ( نوح ) عليه السلام كافرة وقد وضح لنا الله ذلك فى قوله ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط ، كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين ) والمراد هنا الخيانة فى الدين
والى اللقاء مع رسول الله (اسماعيل ) عليه السلام
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته