[b]بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير خلق الله أجمعين سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين . حديثنا اليوم عن ( هود ) عليه السلام ، ذكر فى القرآن سبع مرات ، وهناك صوره فى القرآن تسمى باسمه ، أرسله الله الى قبيله عظيمه من العمالقه تسمى ( عاد ) وهى من القبائل العربيه ، متفرعه من أولاد ( سام بن نوح ) وسميت بهذا الاسم نسبه الى ( عاد بن عوض بن أرم بن سام ) أحد أجدادها ، يقول الله تعالى ( والى عاد أخاهم هودا قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره أفلا تتقون ) وقال ( كذبت عاد المرسلين . اذ قال لهم أخوهم هود ألاتتقون ) الايه
نسبه :- هو ( هود ) عليه السلام بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد جد القبيله وينتهى نسبه الى سام بن نوح عليه السلام
مساكن عاد : - فى أرض الأحقاف جهة اليمن ، جنوب شبه الجزيرة العربية ، شمال حضر موت ، فى شمالها الربع الخالى ، وفى شرقها( عمان ) التى هى الأن رمال ليس بها أنيس بعد هذا العمران الهائل قال الله تعالى ( واذكر أخا عاد اذ أنذر قومه بالأحقاف ، وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا الا الله انى أخاف عليكم عذاب يوم عظيم ) وتسمى ( عاد ارم ) وهى عاد الاولى لقول الله تعالى ( وأنه أهلك عادا الأولى وثمود فما أبقى ) وقول الله تعالى ( ألم تر كيف فعل ربك بعاد . ارم ذات العماد . التى لم يخلق مثلها فى البلاد ) وقد عاشت هذه القبيله حياة المترفين ، قصور شامخه ، وبساتين نضرة ، وعيون جارية ، وانغمسوا فى النعيم والترف والبذخ لقول الله تعالى ( أتبنون بكل ريع آية تعبثون ؟ وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون . واذا بطشتم بطشتم جبارين . فاتقوا الله وأطيعون . واتقوا الذى أمدكم بما تعلمون . أمدكم بأنعام وبنين . وجنات وعيون ) الايه
عباداتهم : - كانوا أول من يعبدون ألأوثان والاصنام من دون الله بعد الطوفان وكانوا كافرين متمردين على الله ، وكان ( هود ) ينذرهم ويضرب لهم المثل بقوم ( نوح ) . و كانوا يعبدون ثلاث أصنام هى ( صدا ، صمودا ، وهرا ) وأخذ ( هود ) يذكرهم بنعم الله عليهم ، ويحذرهم من عذاب الله ، فعزموا الفتك به ،فرموه بالجنون ، وادعوا أن آلهتهم أصابته بسوء لانه كان يستهزئ بهم . قال الله تعالى ( قالوا ياهود ماجئتنا ببينة وما نحن بتاركى آلهتنا عن قولك ، وما نحن لك بمؤمنين . ان نقول الا اعتراك بعض آلهتنا بسوء ، قال : انى أشهد الله واشهدوا أنى برئ مما تشركون من دونه فكيدونى جميعا ثم لاتنظرون ) الايه
هلاك عاد :- لما طغوا وتمردوا على نبى الله ( هود ) عليه السلام ، حبس الله عنهم المطر ثلاث سنين ، فاستغاثوا فأرسل الله عليهم سحابا كثيفا بالسماء ففرحوا وظنوا أن الله استجاب دعاءهم ، فاذا هى سحابه سوداء ففزعوا ، ثم هب عليهم الريح سبع ليال وثمانية أيام حسوما ،وتسمى هذا الريح بالريح العقيم ، فأبادهم الله وصارت أجسامهم كأنها أعجاز نخل خاوية ، ونجى الله ( هود ) ومن آمنوا معه وأهلك الباقين فلم يبقى منهم ولا من ديارهم شئ . يقول الله تعالى ( فأما عاد فاستكبروا فى الأرض بغير الحق، وقالوا : من أشد منا قوة ؟ أولم يروا أن الله الذى خلقهم هو أشد منهم قوة وكانوا بآياتنا يجحدون . فأرسلنا عليهم ريحا صرصرا فى أيام نحسات لنذيقهم عذاب الخزى فى الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أخزى وهم لاينصرون ) ويقول ( فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا : هذا عارض ممطرنا ، بل هو مااستعجلتم به ريح فيها عذاب أليم . تدمر كل شئ بأمر ربها فأصبحوا لايرى الا مساكنهم كذلك نجزى القوم المجرمين ) ويقول أيضا ( وفى عاد اذ أرسلنا عليهم الريح العقيم . ماتذر من شئ أتت عليه الا جعلته كالرميم ) الآيات
موت هود عليه السلام :- بعد هلاك عاد سكن ( هود )عليه السلام بلاد حضر موت الى أن مات ودفن فى شرقى حضر موت ، وقد روى عن على بن أبى طالب أنه مدفون فى كثيب أحمر وعند رأسه سمرة فى حضر موت ... لكن أهل فلسطين يزعمون أنه مدفون عندهم ، والله أعلى وأعلم
والى اللقاء مع رسول الله ( صالح ) عليه السلام
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته[/b]