بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاه والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحابته أجمعين . هيا بنا نخوض ونتحدث عن ثالث الرسل أولوا العزم وهو موسى بن عمران عليه السلام قال الله تعالى ( واذكر فى الكتاب موسى انه كان مخلصا وكان رسولا نبيا ) الايه
نسبه :- هو موسى بن عمران بن يصهر بن قاهث وينتهى نسبه الى يعقوب ابن اسحاق بن ابراهيم عليهم جميعا أفضل الصلاة والتسليم وأخوه هو ( هارون )الذى جعله الله له معينا لتبليغ موسى رسالته الى فرعون ( واجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخى ) الايه
عهد ولادته :- ولد موسى عليه السلام فى عهد الطاغية عدو الله واسمه هو ( الوليد بن مصعب )ولقبه ( فرعون) كما لقب (كسرى ) ملك بلاد الفرس و( قيصر ) ملك بلاد الروم . تولى ( فرعون ) الملك بعد هلاك أخيه ( قابوس ) وكان أكفر وأفجر من أخيه قابوس
مدة ملك فرعون :- عمر فرعون يزيد عن 400 سنه فى بنى اسرائيل وهو يسومهم سوء العذاب ويستخدمهم فى أخس الاعمال وأحقرها كما قال الله ( واذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ) فلما أراد الله أن ينقذ بنى اسرائيل بعث اليهم ( موسى ) عليه السلام
رؤيا فرعون فى منامه :- رأى فرعون كأن نارا أقبلت من بيت المقدس حتى وصلت الى بلاد مصر وأحرقت بيوتها وأحرقت القبط وتركت بنى اسرائيل فدعا السحره والمنجمين فأولوها : سيولد فى بنى اسرائيل غلام يكون سبب هلاك أهل مصر ويكون ذهاب ملك ( فرعون ) على يديه ويخرجه من بلده . فأمر فرعون أن يقتل كل غلام يولد فى بنى اسرائيل ويترك الاناث على قيد الحياه من أجل الخدمة والتسخير لقول الله ( يذبحون أ بناءكم ويستحيون نساءكم ) فدخل رؤساء القبط على فرعون وقالوا له الكبار يموتون وانت تقتل الصغار ولايبقى أحد للخدمه غيرنا فأمر أن يقتل الغلمان سنه ويتركوا سنه
متى ولد هارون ومتى ولد موسى :- ولد هارون فى السنه التى لم يذبح فيها اطفال وولد موسى فى السنه التى يذبح فيها فلما قرب وقت الوضع حزنت أمه فقذف الله فى قلب امه السكينه وأمرها أن ترضعه حتى اذا خافت عليه تصنع له تابوت من خشب وتضعه فيه وتليه فى البحر وألاتخاف عليه لانه فى حفظ الله يقول الله تعالى ( وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه ، فاذا خفت عليه فألقيه فى اليم ولاتخافى ولاتحزنى ، انا رادوه اليك وجاعلوه من المرسلين . فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا ، ان فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين ) الايه
حفظ الله لموسى :- فعلت ام موسى ماأمرها الله وألقته فى النيل وأمرت أخته أن تتبع أثره وهى على يقين ان الله سيحفظه ويرده اليها ، انطلق الصندوق حتى وصل الى بيت فرعون وكانت الجوارى يغتسلن فأخذنه وحملنه الى سيدتهن ( آسية ) زوجة فرعون ظنا أن به مالا ، وعندما فتحت الصندوق رأت الغلام فألقى الله محبته فى قلبها ، وعندما عاد فرعون ورأه أراد قتله فطلبت منه أن يتركه لأنها لم تكن تلد كما قال الله ( وقالت امرأة فرعون قرة عين لى ولك لاتقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا ) الايه فقال لها قرة عين لك أما لى فلا حاجة لى فيه
تحريم المراضع على موسى :- عاش موسى وقد ألقى الله محبته فى قلبها كما عطف عليه فرعون لقول الله ( وألقيت عليك محبة منى ولتصنع على عينى ) الايه أخذت ( آسيا ) تبحث له عن مرضعه فكان يمتنع عن قبول ثديها واشتد الجوع وأشتد البكاء . ورأت أخت موسى ذلك فذهبت الى آسيا وعرضت عليها أن تأتى بمرضعة ، فقالت لها ائتينى بها فان أخذ ثديها أكرمتها ، فأنطلقت فأخبرت أمه فذهبت اليه وعندما وضعته فى حجرها التقم ثديها ، ففرحت آسيا وطلبت من أمه أن تمكث فى القصر وتعطيها كل ماتطلب فأظهرت أمه العفه وطلبت من أسيا أن تأخذه وتذهب به الى بيتها لآن لها أولاد ولاتستطيع ترك بيتها ، وافقت آسيا على ذلك على أن تأتى أمه به كل فتره لتراه آسيا وبهذا حقق الله وعده لام موسى
قتل موسى وهربه الى أرض مدين :- كبر موسى فى بيت فرعون معززا مكرما منعم وكان الناس يطلقون عليه ( موسى بن فرعون ) وذات يوم دخل المدينه وكان وقت الظهيرة والناس فى بيوتهم فوجد رجلين يقتتلان أحدهما من بنى أسرائيل الآخر قبطى من آل فرعون فاستغاثه الاسرائيلى بموسى فحاول موسى دفع الأذى عن الاسرائيلى فضربه فقضى عليه مات القبطى ف، فندم واستغفر الله واصبح فى المدينه خائفا يترقب الاخبار رغم أن لم يره أحد الاالله والاسرائيلى ، ذهب الأباط الى فرعون وقالوا له ان بنى اسرائيل قد قتلوا رجلا منا ، فخذ لنا حقنا ، فقال ائتونى بقاتله فبينما هم يطوفون يبحثون عن القاتل اذ مر موسى فرأى الاسرائيلى يقاتل فرعونيا فاستغاثه الاسرائيلى فجاء موسى يريد أن يبطش بالفرعونى ولكن الاسرائيلى خاف فقال له ( ياموسى أتريد أن تقتلنى كما قتلت نفسا بالأمس ) فسمع ذلك الفرعونى فذهب وأخبر جماعته بأن موسى هو قاتل القبطى بالأمس وأبلغوا فرعون فأمر جنده أن يبحثوا عنه ويأتوه ليقتله ، فذهبوا يفتشون عنه ، وجاء رجل يكتم ايمانه من أل فرعون وهو (حزقيل ) فأخبر موسى وطلب منه أن يخرج من أرض مصر ، فتوجه الى أرض ( مدين ) ودعا ربه أن ينجيه من فرعون ويهديه الطريق
زواج موسى بابنة شعيب :- خرج موسى ماشيا على قدميه خائفا أن يراه أحد من آل فرعون ولم يكن معه زاد فكان يأكل ورق الشجر واستمر فى المشى مسيرة ثمان ليال حتى وصل مدين ، فجلس تحت شجرة تعبان وجوعان ، وبينما هو جالس أبصر ابنتين ترعيات الأغنام تريدان سقى أغنامهما من البئر وكانتا تحبسان الغنم لئلا يختلط بغنم الآخرين فأشفق عليهما وسألهما سبب رعايتهما الغنم فأخبرتاه بأن أباهما شيخ كبير وليس عنده من الأولاد من يرعى الغنم فسقى لهما ثم جلس الى الظل يدعو ربه كما قال الله ( ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ، ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ماخطبكما قالتا لانسقى حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير . فسقى لهما ثم تولى الى الظل فقال انى لما أنزلت الى من خير فقير ) الايه ذكر ابن كثير أن الرعاء كانو اذا فرغوا من وردهم وضعوا صخرة كبيرة فوق البئر ، فجاء موسى ورفع هذه الصخره وبعد ان استقى لهما ردها وكان لايرفعها الاعشرة فرفعها موسى وحده، فلما رجعت الفتاتان الى أبيهما أخبرتاه بخبر موسى وقوته وطلبتا منه أن يكرمه وأن يستأجره لرعاية الغنم ، فأرسل واحدة لتدعوه فجاءتة تمشى على استحياء فقالت له : ان أبى يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا ، فلما جاءه وقص عليه قصته قال له ( شعيب ) لاتخف نجوت من القوم الظالمين ثم زوجه بابنته على رعاية الغنم ومكث بعد أن تزوج عشر سنين يرعى الغنم وكان هذا العمل هو المهر الذى دفعه موسى لتزوجه بابنة شعيب
رجوع موسى الى مصروتكليم الله له:- بعد أن أمضى عشر سنوات فى أرض مدين حن لوطنه فعزم الرجوع الى مصر ومعه أهله وولده وبينما هو فى الطريق وفى ليله مظلمه وبارده تاه وكانت امرأته حاملا وقرب أوان وضعها فتحير وأخذ يتأمل فى الافق لعله يرى شئ ثم أخذ يتسمع طويلا هل يسمع حركه اذ آنس من جانب الطور نورا ( فقال لأهله امكثوا انى آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النارهدى ) فلما وصل قريبا من جبل الطور رأى نورا عظيماممتد من عنان السماء الى شجرة عظيمه فارتعد فسمع خطاب الله له أن يخلع نعليه ثم يدخل الوادى المقدس فان الله سبحانه سيكلمه ويجعله رسولا ثم يرسله الى فرعون ليبلغه رساله الله اقرأ الآيات ( وهل أتاك حديث موسى . اذ رأى نارا فقال لأهله امكثوا انى آنست نارا لعلى آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى فلما أتاها نودى ياموسى انى أنا ربك فاخلع نعليك انك بالواد المقدس طوى . وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى . اننى أنا الله لااله الاأنا فاعبدنى وأقم الصلاة لذكرى ...)طه وأعطاه الله آية على صدق نبوته ( العصا واليد ) وأمره أن يذهب الى فرعون فطلب موسى من ربه أيبعث معه أخاه ( هرون) ليعينه قال الله ( قال رب انى قتلت منهم نفسا فأخاف أن يقتلون . وأخى هرون هو أفصح منى لسانا فأرسله معى ردءا يصدقنى انى أخاف أن يكذبون . قال سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون اليكما بآياتنا أنتما ومن اتبعكما الغالبون ) الايه
موسى يدخل مصر ويدعو فرعون :- رجع موسى الى مصر ليلا وأوحى الله الى أخيه هرون يبشره بقدوم موسى وأنه اصبح وزيرا ورسولا له الى فرعون ، اجتمعا وانطلقا الى فرعون وطلب موسى من البواب الدخول لفرعون ، قال البواب ماذا اقول له فأجابه موسى : جاءك رسول رب العالمين ففزع البواب وابلغ موسى ان بالباب انسان يزعم أنه رسول رب العالمين، فقال فرعون أدخلوه فدخل موسى ومعه هرون الى فرعون ودعاه الى الله فاستهزأ وقال هل هناك اله غيرى ؟ فلما تحقق منه علم أنه موسى الذى تربى فى بيته فقال فرعون كما قص القرآن الكريم ( ألم نربك فينا وليدا . ولبثت فينا من عمرك سنين . وفعلت فعلتك التى فعلت وأنت من الكافرين ؟ قال : فعلتها اذا وأنا من الضالين ففرت منكم لما خفتكم فوهب لى ربى حكما وجعلنى من المرسلين ، وتلك نعمة تمنها على أن عبدت بنى اسرائيل . قال فرعون ومارب العالمين ؟قال رب السموات والأرض ومابينهما ان كنتم تعقلون ) الايه
موسى والسحره :- ومضى موسى يشرح له رساله ربه وفرعون يتوعده بالتعذيب والسجن فقال موسى أولو جئتك بشئ بين ؟ فقل ماذا عندك ؟ فألقى العصا فاذا هى ثعبان مبين ، وأدخل يده الى صدره ثم أخرجها فاذا كأنها قطعه من نور ففزع فرعون واستشار جماعته فأشاروا أن يجمع السحرةليبطلوا ماجاء به ، فاجتمع السحره وطلب منهم فرعون أن يجمعوا قواهم ويتحدواليبطلوا ماجاء به موسى وأغراهم بالمال والمنصب وكانت النتيجه ( قالوا ياموسى اما أن تلقى واما أن نكون نحن الملقين قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاؤوا بسحر عظيم . وأوحينا الى موسى أن ألق عصاك فاذا هى تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ماكانوا يعملون . فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين ..) آمن السحرة وسجدوا لله عز وجل وأقروا بالوحدانيه له وأنها آيه من آيات الله الباهره وقالوا ( آمنا برب العالمين . رب موسى وهرون ) أراد فرعون أن يستر هزيمته فقال للسحرة ( انه لكبيركم الذى علمكن السحر فلسوف تعلمون . لأقطعن أيديكم وأرجلكم من خلاف ولأصلبنكم أجمعين )الايه فقال السحره بعد أن ثبتوا على الايمان ( قالوا لن نؤثرك على ماجاءنا من البينات والذى فطرنا فاقض ماأنت قاض انما تقضى هذه الحياة الدنيا . انا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وماأكرهتنا عليه من السحر ، والله خير وأبقى ) الايه
تمادى فرعون فى ضلاله :- وعد فرعون بأن يقتل قوم موسى ويستحى نساءهم وبدأ التنفيذ فضج بنو اسرائيل بالشكوى فأوصاهم موسى بالصبر اقرأ معى ( وقال الملأ من قوم فرعون أتذر موسى وقومه ليفسدوا فى الأرض ويذرك وآلهتك . قال سنقتل أبناءهم ونستحيى نساءهم وانا فوقهم قاهرون . قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا ، ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين . قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ماجئتنا ، قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم فى الأرض فينظر كيف تعملون ) الايات
ابتلاء آل فرعون بتسع آيات :- لما عتا فرعون عن أمر الله وتمادى فى ايذاء بنى اسرائيل أمر الله موسى أن يعلن فرعون وقومه بأن الله سيوقع عليهم أشد العذاب ، فكانوا كلما وقع عليهم العذاب جاءوا الى موسى ليسأل ربه أن يرفع العذاب ووعدوه بالايمان فاذا كشف الله عنهم عادوا الى ماكانوا عليه ، والابتلاءات هى 1 - ( القحط والجدب ) وهى( السنين ) أعوام الجدب لايستفاد فيها بزرع ولا ضرع 2 -( النقص من الثمرات ) قله الثمار من الأشجار 3- ( الطوفان ) كثرة الأمطار المتلفه للزروع 4 - ( الجراد ) أرسله الله فكان يغطى الخضراء ولايترك لهم زرع 5 - ( القمل ) السوس الذى يفسد الحبوب أو البعوض الذى لايريحهم فى مضاجعهم 6 - ( الضفادع ) كانت تسقط فى أطعمتهم وتقفز على فراشهم 7 - ( الدم ) كانو لايستقون من بئر ولانهر الاانقلب دم فى الحال 8 - ( العصا ) التى انقلبت الى حية 9 - ( اليد ) كان يضعها فى جيبه فتخرجها بيضاء من غير سوء قال الله ( ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات ....) وذكر انه لم ينل بنى اسرائيل شئ من ذلك بالكلية
هلاك فرعون وجنوده :- تمادى فرعون فى كفره وعناده فأوحى الله الى موسى أن يخرج ببنى اسرائيل من أرض مصر ليلا لأرض فلسطين ، فخرج ومعه مايزيد على 600 الف مقاتل غير الذريه ، استيقظ فرعون فلم يجد موسى ولابنى اسرائيل ، فجهز جيشا يقال كان خيوله مائه ألف فرس وجنوده تزيد على مليون وستمائه جندى فأدركوا موسى فى اليوم الثانى فشعر بنو اسرائيل بالخطر فالبحر أمامهم والعدو خلفهم ، قالوا ياموسى انا لمدركون فأزال موسى خوفهم وأخرج عصاه وضرب به البحر فانفلق بقدرة الله فكان كل فرق كالطود العظيم ، فسار موسى ومن معه على سطح البحر بعد أن أصبح يابسا مستبشرين بعد هذه الآيه العظمى فلما خرج آخرهم كان ذلك عند قدوم أول جيش فرعون للبحر ، اراد موسى أن يضرب البحر بعصاه ليرجع كما كان فأوحى الله اليه أن يترك البحر كما هو لأن الله يريد أغراقهم فيه . أقرأ ( واترك البحر رهوا انهم جند مغرقون ) الايه رهوا : ساكنا . خاف فرعون ولكنه أظهر لجنوده الشجاعه وأخذ يشجع جنوده لاقتحام البحر لينجوا هو ولكن جاء ملك من السماء فقاد فرس فرعون جهة البحر ، فلما أصبحوا جميعهم فيه أوحى الله الى موسى أن اضرب البحر بعصاك فضربه فارتطم عليهم ولم ينج منهم انسان وغرق الجيش كله فلما أصبح فرعون بين الامواج على وشك الغرق أعلن ايمانه ( حتى اذا أدركه الغرق قال : آمنت أنه لااله الا الذى آمنت به بنوا اسرائيل وأنا من المسلمين . آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين ) فلم ينفع ايمانه بل هلك مع الهالكين
بنو اسرائيل فى أرض التيه :- بعد نجاه بنى اسرائيل أمر الله موسى أن يتوجه بهم الى ( بيت المقدس ) فخرجوا معه وفى الطريق عطشوا فشكوا الى موسى فأمره الله أن يضرب الحجر بعصاه فتفجرت منه اثنا عشرة عينا لكل سبط من الأسباط عين يشرب منها وأرسل الله لهم ( المن والسلوى ) رزقا من الله يحصلون عليه دون تعب ، ثم أمر الله موسى أن يدخل بهم الأرض المقدسة ، فلما اقتربوا وجدوا فيها قوما من الجبارين وهم من ( الكنعانيين ) ومن ( الحيثانيين ) فأمرهم موسى بمقاتلتهم واجلائهم عند بيت المقدس ولكنهم أبوا وقالوا له ( اذهب أنت وربك فقاتلا انا ههنا قاعدون ) فألقاهم الله فى التيه فى الصحراء ( 40 ) سنه يذهبون ثم يرجعون الى مكانهم لقول الله ( قال فانها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون فى الأرض فلاتأس على القوم الفاسقين ) عقوبه من الله حتى انقرض ذلك الجيل الذى عاش على الذل وجاء من الأبناء الذين عاشوا على الحرية والعزة فدخلوا مع ( يوشع ابن نون ) الأرض المقدسه
مساوئ بنى اسرائيل :- بعد كل ماأفاض الله عليهم من النعم وأهلك فرعون وجنوده قابلوا النعمة بالجحود والاحسان بالعصيان وعبدوا العجل وتنكروا لدعوة نبيهم موسى عليه السلام وقتلوا الأنبياء وسفكوا دماء الأبرياء ، وكانت نهايتهم أن مسخهم الله قردة وخنازير وغضب عليهم وضرب عليهم الذله والمسكنة اقرأمعى ( ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ، ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ) ( وماظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) حيث اتهموا الله عز وجل ( وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء.. ) الايه
وفاة موسى عليه السلام :- توفى كليم الله موسى بعد أخيه ( هارون ) عليه السلام فى أرض التيه ولم يدخل الارض المقدسه وانما دخل بهم ( يوشع بن نون ) وكان عمر ( موسى ) حين وفاته ( 120 ) سنه
والى اللقاء مع حياه المسيح عيسى بن مريم عليه السلام * والله ولى التوفيق