بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وبه نستعين والصلاه والسلام على خير البشر أجمعين سيدنا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم وعلى كل من سار على نهجه واستن بسنته الى يوم الدين . حديثنا اليوم عن ( يعقوب ) عليه السلام حيث يقول المولى سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز ( ووهبنا له اسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا . ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا ) الآيات
نسبه عليه السلام : - هو ( يعقوب ) بن ( اسحاق ) بن ( ابراهيم ) عليهم السلام ، أمه ( رفقة ) بنت ( بتوئيل ) بن ( ناحور ) بن ( آزر ) الذى يسمى ( تارح ) . و( ناحور ) أخو ( ابراهيم عليه السلام ) ، و( يعقوب ) عليه السلام هو أبو الأسباط الاثنى عشر ، اليه ينسب شعب بنى اسرائيل ، ( ويعقوب )يسمى ( اسرائيل ) . قال الله تعالى : ( وكل الطعام كان حلا لبنى اسرائيل الا ماحرم اسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ) ، وقد قال أهل التوراة أن ( اسرائيل ) معناه بالعبرى ( روح الله ) .
حياته عليه السلام :- ولد فى أرض الكنعانيين ( فلسطين ) ، وبعد أن شب فى كنف أبيه ( اسحاق ) أمرته أمه ( رفقة) أن يسافر لخاله( لابان ) فى ( فدان آرام ) أرض بابل بالعراق ويقيم عنده لخوفها عليه من أخيه ( العيص ) حيث كان قد توعده ، فخرج متجها لخاله فأدركه المساء فنام ، فرأى فى منامه الملائكة يصعدون الى السماء وينزلون ، ورأى الرب تبارك وتعالى يخاطبه ويقول له: ( انى سأبارك عليك ، وأكثر ذريتك ، وأجعل لك الأرض ولعقبك من بعدك ) وعندما صحا من نومه فرح ونذر أن يبنى لله ( معبدا )فى نفس مكان الرؤيا ، فصبغ حجر بدهن ووضعه فى ذلك المكان ليتعرف عليه ، وسمى المكان ( بيت ايل ) أى بيت الله وهو موضع بيت المقدس حاليا . ثم سافر الى خاله ، فوجد عنده ابنتين هما ( ليئه ) ويقال لها ( ليا ) الكبرى و( راحيل ) وهى الصغرى ،فخطب ( يعقوب ) من خاله الصغرى وهى ( راحيل ) وكانت أجمل من أختها ، وافق خاله بشرط أن يرعى له الغنم سبعه سنين فوافق ، وبعد انتهاء المده صنع خاله طعام وجمع الناس وزف اليه الزواج من الابنه الكبرى ( ليا ) وكانت ضعيفه العينين قبيحه المنظر ، فقال ( يعقوب ) لقد اتفقنا على الصغرى ( راحيل ) ، فقال له : ليس من سنتنا أن نزوج الصغرى قبل الكبرى ، ولكن أن أردت الصغرى ( راحيل ) فارعى لى الغنم سبع سنين أخرى ، وفعلا تزوجها بعد رعى الغنم لخاله سبع سنين أخرى ، وجمع له بين الأختين ولم يكن محرما فى شريعتهم ، ووهب خاله لابنته الكبرى جاريه هى ( زلفى ) وللصغرى جاريه تسمى ( بلها ) فأصبح عنده أربع نسوة وقد ولدن له أولاده الأثنى عشر الذين يسمون الاسباط
أولاده عليه السلام :- من ( ليئه ) الكبرى هم : ( 1- روبيل 2- شمعون 3- لاوى الذى جاء من نسله ( موسى ) عليه السلام 4- يهوذا 5- ايساخر 6- زابلون ) *** من ( راحيل ) الصغرى هم : ( 1 - يوسف الصديق 2 - بنيامين ) ***من ( زلفى ) جارية الكبرى هم ( 1 - جاد 2 - أشير ) *** من ( بلها ) جاريه الصغرى هم ( 1 - دان 2 - نفتالى ) وهؤلاء كلهم اخوة يوسف الصديق الذى رأهم فى المنام أحدى عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين ، وقد أصبح كل واحد من أولاده أبا لسبط من أسباط بنى اسرائيل ، ويذكر أن جميع أولاده ولدوا وهو فى العراق عند خاله عدا ( بنيامين ) ولد بعد رجوعه الى وطنه فلسطين أرض الكنعانيين
وفاته عليه السلام : - فقد ( يعقوب ) عليه السلام بصره من الحزن لفقد ولده ( يوسف ) الذى مكر به أخوته ثم رد الله اليه بصره بعد أن عاد اليه ( يوسف ) لقول الله ( فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه فارتد بصيرا ) رد الله اليه يوسف واجتمع معه فى مصر ، وتوفى ( يعقوب ) عليه السلام بعد أن عاد اليه ولده الذى فقده ( يوسف ) عليه السلام ب ( 17 ) عام ودفن مع أبيه ( اسحاق عليه السلام فى ( فلسطين ) فى المغارة بحبرون ( مدينة الخليل ) وقد مات بعد أن بلغ من العمر (147 ) سنه
والى اللقاء مع ( يوسف ) الصديق عليه السلام
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته