بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين وأشرف المرسلين سيدنا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم . حديثنا عن ( أيوب ) عليه السلام ، يقول المولى عز وجل ( وأيوب اذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا مابه من ضر ) الآيه
ذكره فى القرآن :- ذكر ( أيوب ) عليه السلام فى القرآن أربع مرات ، سور ( النساء - الأنعام - الأنبياء - ص ) وقد ذكره الله فى عداد الرسل الذين يجب الايمان بهم
نسبه عليه السلام : - الأرجح أنه من سلالة ( العيص بن اسحق ) ، وأن أمه بنت ( لوط ) عليه السلام ، هو ( أيوب ) بن ( أموص ) بن ( زارح ) بن ( العيص ) بن ( اسحق ) بن ( ابراهيم ) عليه السلام ، لقول الله ( ومن ذريته داود ، وأيوب ، ويوسف وموسى ، وهارون وكذلك نجزى المحسنين ...) الآيه
بلاء أيوب عليه السلام :- ابتلى ( أيوب ) عليه السلام فى أهله وبدنه وماله بلاء شديد ، لكنه كان صابرا ، ولقد أثنى عليه الله بقوله ( انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب ...) الآيه. كان ( أيوب ) صاحب ثروة مال وبنين وأراضى واسعة وبساتين وصحة وكان عبدا ذاكرا شكورا لأنعم الله عليه ، ثم ابتلاه الله بسلب النعم منه ، فقد المال والأهل وابتلى بالأمراض ، فصبر على البلاء وحمد الله كصبره على النعم ، كانت امرأتة صالحة اسمها ( رحمة ) وهى من أحفاد ( يوسف ) عليه السلام ، رافقت زوجها فى الحالتين فكانت زوجه شاكرة صابرة ، جاءه الشيطان ليوسوس له فلم يستطيع ، فوسوس لزوجته ، فذهبت الى ( أيوب ) وقالت له : الى متى هذا البلاء ؟ والى متى سنصبر ؟ فغضب ( أيوب ) وقال لها : كم لبثت فى الرخاء ؟ قالت : ثمانين ، فقال لها : وكم لبثت فى البلاء ؟ قالت : سبع سنين ، قال لها : أستحى أن أطلب من الله رفع البلاء قبل أن أقضى مثل ماقضيت فى الرخاء . ثم قال لها : والله لئن برئت لأضربنك مائة سوط ، وحرم عليها خدمته ، ودعا ربه ( رب انى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين ..) فأستجاب الله دعاءه ، وكشف بلاءه ، وأوحى اليه أن يضرب برجله الأرض ، ففعل ، فتفجر منها الماء البارد ، فأمره الله أن يشرب ويغتسل منها ، فشفاه الله ، وعاد كما كان ، قال الله ( وأيوب اذ نادى ربه أنى مسنى الضر وأنت أرحم الراحمين . فاستجبنا له فكشفنا مابه من ضر ، وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين ) وقال ايضا ( واذكر عبدنا أيوب اذ نادى ربه أنى مسنى الشيطان بنصب وعذاب . أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب . ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولى الألباب ، وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولاتحنث ، انا وجدناه صابرا نعم العبد انه أواب ) فقد أمره الله أن يضرب زوجته بحزمة من قضبان خفيفة فيها مئه عود ليبر بيمينه ،أو يأخذ عذقا من النخل فيه مائة شمروخ ( عود ) لتكون ضربه واحدة رحمة من الله لها لحسن خدمتها وتحمل معه المحن والابتلاءات
اسرائيليات :- يقال أن ( أيوب ) عليه السلام لما أشتد به المرض أوحش منه الأنيس ، وأنقطع عنه الناس ، وتعفن جسده لدرجه خروج الدود من جسده ، فأخرج من البلد ، هذه حكايات منقوله عن التوراة المحرفه ، لأن الأنبياء منزهون عن الأمراض المنفرة ، وأن هذه أمراض عاديه ولكن طال بها الأمد قيل سبع سنين وقيل ثمانى عشر سنة ، والله أعلم
وفاته :- عاش ( أيوب ) عليه السلام ( 93 ) سنة ، وقد ولد له ( 26 ) ولدا ذكرا منهم واحد يسمى ( بشرا ) يقول عنه المؤرخون انه ( ذو الكفل ) ، كانت رسالته ( أيوب ) عليه السلام الى ( أمة الروم ) ومقامه فى دمشق ، والله أعلم
والى اللقاء مع ( ذوالكفل ) عليه السلام
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته